T+ | T-
ألين لحّود، ابنة البيت الفنّي العريق، شقّت طريقها في مجالي الغناء والتمثيل بجهد شخصي وبعزيمة كبيرة وأخلاق مهنية عالية، لا زالت تحافظ عليها في لياقة حديثها وكياسة تصرّفاتها التي يشهد عليها كل من تعامل معها من صنّاع أغنية أو زملاء في المسرح والسينما والتلفزيون. لم تتقمّص ألين شخصيّة والدتها المطربة الراحلة سلوى القطريب ولم تعمد إلى تقليدها بل سعت من خلال موهبة قوامها الصوت الجميل والحضور المسرحي الآسر والموهبة التمثيلية المقنعة إلى بلورة شخصيّة فنيّة فريدة تشبهها هي وحدها.
على كل حال هذا ما تؤكّده الفنانة الشابّة في حديث خاص لـ "الجمهورية"، واعتبرت فيه أن موهبتها الشاملة هي متكاملة ولا حاجة لها فيها إلى أي ألقاب. لا يعنيها أن يقال عنها فنانة أو مطربة أو حتى ممثلة. وحده الإسم: ألين لحّود، يكفيها ويعرّف عنها.
في هذا الإطار تقول: "لا أدري إلى أي مدى يمكن للقب أن يضيف لي، وبت أشعر أن مسألة الألقاب أضحت خاضعةً لنوع من المزايدات. كلٌّ يختار لقباً خاصاً به وكأن اسمه لم يعد يكفيه!". وتضيف: "الألقاب كلّها لا تعني لي شيئاً".
غجريّة في دبي...
ألين التي تألّقت غجريّةً ساحرةً في مسرحيّة "عأرض الغجر" للأخوين غدي ومروان الرحباني، انتقلت مع طاقم المسرحيّة إلى دبي حيث أقيمت ثلاثة عروض ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2013.
وتصف الفنانة الشابة رحلة الغجر إلى دبي بـ "الموفقة جداً" معربةً عن سعادتها الكبيرة بـ "النجاح الذي لا يمكن وصفه وبالإقبال الكبير للجمهور الذي لم يقتصر على اللبنانيين بل شمل أيضاً جنسيّات عربية مختلفة".
وتعلن ألين أن "المسرحيّة ستستكمل جولتها على عدد من البلدان العربية الأخرى الصيف المقبل" معتبرةً أن "العمل حقق الرسالة التي يحملها وأوصلها بطريقة راقية إلى الناس جميعاً".
«إنتَ» لتحويل الإعاقة إلى طاقة
ألين لتي شاركت أخيراً في إعلان توعوي خاص بجمعيّة "Walk with us Shield"، التي تُعنى بالأشخاص ذوي الإعاقات الجسديّة، إلى جانب مجموعة من الوجوه العامّة في مجالات مختلفة، تعتبر مشاركتها في هذا العمل ذي البعد الإنساني "رسالة أمل وصرخة صادقة تدعو إلى تحويل الإعاقة إلى طاقة".
وتفصح عن مشروع غنائي ضمن هذا السياق الإنساني من خلال إصدار أغنية بعنوان "إنتَ" من كلمات غدي الرحباني وألحان طارق الرحباني نجل مروان الرحباني وتوزيع جاد الرحباني، معلنةً عن نية لتصوير العمل على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج منصور الرحباني.
ألين والرحابنة
هذا العمل يأتي إذاً رحبانياً بإمتياز. وفي هذا الخصوص تقول ألين: "عائلة الرحباني ليست في حاجة إلى شهادة بالتأكيد، ولكن إلى جانب الأسماء الكبيرة فيها، هناك أيضاً مواهب جديدة ضمن العائلة تفاجئنا بقدراتها مثل طارق الذي يتمتّع بموهبة مميّزة جداً في التحلين. وأنا شخصياً أعتبر نفسي محظوظة بعد أن تعاونت مع الرحابنة في مسرحيّة "عأرض الغجر" وأغنية "سلام لجيشنا العظيم" التي أدّيتها في عيد الإستقلال".
مسرحيّة مع روميو لحّود
وعن المسرحية المرتقبة للأستاذ روميو لحّود عم ألين، والتي تحمل عنوان "طريق الشمس" تقول: "بدأنا بقراءة النص ونعقد اجتماعات أسبوعية في هذا الإطار، ولكننا لم نبدأ بعد بالتمارين الخاصة بالحركة على المسرح لأن العمل تأجّل قليلاً، ولكنني أقول للناس انتظروا عملاً مميّزاً جداً من روميو لحّود بعد غيابه 15 سنة عن المسرح فهو عمل يستحق هذا الانتظار وسيكون بالتأكيد على قدر تطلّعات الناس".
العمل المسرحي الذي ستلعب فيه ألين دور البطولة سيكشف بحسب قولها عن طاقات تمثيلية أكبر فيها، من خلال شخصيّة سيستغربها الناس المعتادون على أن تكون البطلة امرأة مثالية أو فتاة مغرية، حيث دورها هو أشبه بـ "حسن صبي"، ويشكّل الرابط الأساسي الذي يحرّك مختلف خطوط المسرحيّة وفقاً لحبكة درامية مشوّقة.
مع بديع أبو شقرا في «الرؤيا الثالثة»
هذا وقد انتهت ألين أخيراً من تصوير مسلسل جديد بعنوان "الرؤيا الثالثة" سيناريو طوني شمعون وإخراج نبيل لبّس من المتوقّع عرضه قريباً على الشاشات. عنه تقول: "هو من بطولتي إلى جانب الممثل الكبير بديع أبو شقرا الذي أحبّه وأقدّره كثيراً. العمل سيكون جديداً من نوعه لناحية التشويق والحبكة الدرامية. ومن الناحية الإخراجية، يستخدم نبيل لبس فيه تقنيّات عالية. كما أنّه يجمع نخبة من ألمع الوجوه التمثيلية".
جميل أن نغنّي للأطفال
وبعد أن كانت قد أطلقت في بداياتها ألبومين باللغات الأجنبية أحدهما للأطفال، ترى ألين أن حرب تمّوز التي تبعت تاريخ إصدار العملين أثّرت على انتشارهما على رغم "الطلب الكبير والمستمرّ على ألبوم الأطفال الموجود لدى جاد الرحباني".
وعن إتجاه فنانين من أمثال نانسي عجرم ووائل جسّار إلى الغناء للأطفال ترى ألين فيه "لفتة جميلة من فنانين نجوم نحو الأطفال الذين يفرحون بهكذا مبادرة"، كاشفةً عن عشقها وتعلّقها في فترة الطفولة بالمغنيّة الشهيرة شانتال غويا التي تحتفظ بكل إصدارتها وتحفظها عن ظهر قلب.
مروان خوري زادني انتشاراً
هذا وتؤكّد ألين أن ديو "بعشق روحك" الذي جمعها بالفنان الشامل مروان خوري شكّل "نقلة نوعيّة في مسيرتي المهنية محققاً لي انتشاراً عربياً أوسع مما استطعت تحقيقه على الصعيد الفردي، فمروان محبوب جداً عربياً والحمد لله أن الأغنية حققت نجاحاً كبيراً وتصدّرت بورصة الأغنيات في أكثر من بلد لفترة طويلة... فهذه خطوة أعتزّ بها وأعتبر أن مروان قدّم لي فرصة جميلة جداً". وعن إحتمال تجديد التعاون معه تكشف ألين عن حديث جرى بينهما خلال فترة الأعياد حول لحن من مروان لأغنية خاصّة بها.
المرأة ليست سلعة
ألين التي تنطلق في مسيرتها، بثبات وعزيمة من خلال خطوات متأنيّة إنما أكيدة، تقول: "إن لا حدود لطموحها الذي ستبذل من أجله "أقصى قدراتها" وذلك في سبيل إسعاد الناس وتشكيل مصدر فخر واعتزاز لكل محبّيها.
وبموازاة الموهبة الكبيرة والصوت المتمكّن تعترف ألين بأهمية الصورة التي يقدّمها الفنان عن نفسه لا سيّما في الأعمال الغنائية المصوّرة حيث تقول: "أرفض الصورة الاستهلاكيّة الرخيصة التي تشجّع البيع السريع "البلا طعمة" والتي تشوّه صورة المرأة. نحن لسنا سلعة! وحتى في الإغراء الذي يشكّل جزءاً من الأنوثة، فإنّ الرقي مطلوب وضروري للنأي عن الابتذال".
إتبعوا لبنان!
وبعد أن كانت قد واكبت تفتّح براعم الربيع العربي بأغنية "يا حاكم" التي حاكت نبض الشارع تؤكّد ألين أنها لا تحبّ السياسة على رغم شعورها بـ "أننا جزء من هذه المنطقة العربية التي تُغتصب كل يوم، من هنا ضرورة الاطلاع على الأحداث".
أما بالنسبة إلى لبنان فتقول: "كفى تبعيّة للزعيم السياسي، "كلّن "عميضحكوا علينا عحساب جيوبن"، ما من زعيم صادق وأنا ضد أن يتبع الشعب شخصاً وإنما يجب أن يكون تابعاً لقضيّة أو للوطن ككل وعلى جميع الطوائف أن تتكاتف حول لبنان وليس حول شخص أو شخصين أو اسم أو اثنين..."
وعن الخرق الذي تمّ مبدئياً للنظام الطائفي في لبنان من خلال محاولة تحقيق أوّل زواج مدني داخل الأراضي اللبنانية تعلّق بالقول: "برافو. أقدّر جرأة هذا الثنائي وأحترم الخطوة التي قاما بها. أنا أؤيّد الزواج المدني بالتأكيد فهو يحفظ على الأقل الحقوق المدنية لكل شخص. وأتمنّى أن تصبح الأمور قانونية بشكل فعلي حتى يتمكّن الراغبون بالقيام بهذه الخطوة من تحقيقها".
Aljoumhouria.com
