Friday, April 21, 2006

ألين لحود: لم أستغل أسم عائلتي ومع الرحبانية أنا صاحبة القرار

بيروت ـ 'القبس'

في عائلة فنية نشأت وترعرعت، فهي ابنة الفنانة القديرة سلوى القطريب، التي كانت من أشهر الفنانات اللبنانيات في زمن الفن الجميل، وعمها الفنان الكبير روميو لحود، الذي شجعها على احتراف الغناء، حين اكتشف فيها موهبة نادرة، واذنا موسيقية. وحيدة أسرتها التي خافت عليها أشواك عالم الفن، غنت أول مرة حين كانت لا تزال طفلة في الثالثة من عمرها، لتتابع مسيرتها بعد أن أصبحت شابة متخصصة في مجال الإخراج والغناء.
ألين لحود العائدة إلى بيروت بعد فوزها بجوائز عالمية، تحلم بتخطي الحدود العربية، بعد أن حصدت أغانيها نجاحا في أوروبا. معها كان هذا الحوار:
منذ احترافك الغناء، لم تغني يوما باللغة العربية، هل تعتبرين نفسك أقرب إلى اللون الغربي؟
منذ أن بدأت الغناء، وجدت نفسي مولعة بالأغنية الغربية، من فرنسية وإنكليزية، لم أقرر احترافها، غير أن مشاركتي في مهرجان البحر المتوسط تطلبت أن يكون الغناء بالإنكليزية، كما شاركت في مهرجان في فرنسا، وكان لا بد من الغناء بالفرنسية.
هل تفكرين بالغناء بالعربية في يوم ما؟
بالطبع، كان هدفي أن يكون ألبومي الأول عربيا بالكامل، لكننا اضطررنا إلى تأجيله بعدما عرضت علي الكاتبة كارول كوكوني كلمات أغان جاهزة، وكان ألبومي هذا 'الساعة 11 وربع'، وحاليا أعمل على ألبوم جديد باللغة العربية، سيكون الثاني في مسيرتي الفنية.

أي لون غنائي تعتبرينه الأقرب إليك، لا سيما أنك نشأت في أسرة فنية، تنتمي إلى زمن الفن الجميل؟
أحب الغناء الذي يجمع بين المودرن الشرقي والغربي، بين الكلاسيكية والإيقاع، فضلا عن النغمات اللاتينية التي تليق بصوتي، أشعر أن هذا الأسلوب الغنائي يليق بي أكثر، ويشبهني، فضلا عن أنه جامع وغير مقيد.

إلى أي مدى تأثرت بوالدتك الفنانة سلوى القطريب؟
لا شك في أني تأثرت بوالدتي، لكن فني مختلف عن فنها، فهي التزمت بالمسرح الغنائي ومن هناك عرفت شهرتها، لكن فني يشبه عصرنا أكثر. لن أحصر نفسي في مجال معين، وسأعمل كل ما يخدم صوتي وإطلالتي، لكني لن أغني قطعا في مطعم.
ماذا عن المسرح، ألا تتوقين إلى الوقوف على خشبة المسرح واستعادة أمجاد والدتك؟
بالطبع، المسرح يدخل ضمن طموحاتي، وسيكون لدي عدة مشاريع في هذا الإطار. حاليا أدرس بعض العروض، ومع حلول فصل الصيف ستكون الرؤيا واضحة لدي. ولكني أتوق إلى العمل في المجالين، سأحيي حفلات موسيقية وأقدم المسرحيات الاستعراضية. وأنا أستعد الآن لإحياء حفلة غنائية، سيذهب ريعها للأطفال المصابين بمرض القلب.

بماذا أفادك تعاونك مع الفنان جاد الرحباني سليل الأسرة الفنية العريقة، وهل كان لعائلتك دور في تعرفك على جاد؟
تعرفت على جاد من خلال صديق مشترك، وليس من خلال عائلتينا، فقد كان جاد يبحث عن شابة تمثل لبنان في مهرجان البحر المتوسط للأغنية الذي أقيم في تركيا، وتعاونا معا وحصدنا جائزة المهرجان، بعدها قررنا تكرار التجربة، وكان ان فزنا بجائزة الأغنية الفرنكوفونية في فرنسا.

هل كان لجاد أثر في كل هذا النجاح الذي حققته؟
جاد فهم طبقات صوتي، وعرف ماذا يليق بي، وكان تعاوننا مثمرا، فانا أرتاح للتعامل معه، وأشعر بأني في مكاني الصحيح. هذا التناغم الفني بيننا، فضلا عن صداقتي به وبزوجته وبعائلة الرحباني، كان له الأثر في نجاحنا معا.

ألا تخشين أن يلتصق اسمك باسم الرحباني، وتصبح استقلاليتك على المحك، كما حصل مع فنانات أخريات قبلك؟
بالعكس أنا فخورة بهذا التعامل، لكني من جهة ثانية لست ضد التنويع، شرط أن أنوع ضمن ما يليق بي، وأن أبقى دوما سيدة قراري.

هل تخشين أن تقارني بوالدتك، التي كانت إحدى أهم الفنانات في لبنان في السبعينات والثمانينات؟
لم أعتمد يوما على اسم أسرتي، حتى أن الكثيرين اكتشفوا لاحقا أني ابنة هذه العائلة، أعرف أن الناس سيلجأون إلى المقارنة، وهذا حق لهم، لكن لا شك في ان المسؤولية تصبح أكبر حين تكونين ابنة فنانة ناجحة، وهذا ما يدفعني إلى التأني والبحث عن العمل الجيد كي لا أسيء إلى تاريخ أسرتي.
تجربة اخراجية
 
تملكين خبرة في الإخراج، من خلال عدة كليبات ومسلسلات تلفزيونية، ماذا تحدثينا عن تجربتك مع الإخراج؟
بالفعل شاركت في إخراج عدة أعمال، من أفلام وثائقية، وكليبات، وشاركت في إخراج مسلسل 'تلات بنات'، لكن تجربتي الأهم كانت مع الإعلانات حيث حصدت جوائز فينيكس، وكان لي عمل مع المخرج هاني طنبة وفرحت جدا عندما فاز أخيرا بجائزة سيزار في فرنسا. كما قدمت فيلمين قصيرين، وعملت في المسرح. فمثلت في أكثر من مسرحية غنائية باللغة الفرنسية. لكن الغناء يشغلني حاليا بصورة ملحة أكثر.

هل خاف عليك أهلك الذين سبقوك إلى التجربة من أجواء الفن، التي لا تخلو من مشاكل وإغراءات؟
أمي حذرتني سلفا مما قد أتعرض له في هذا الوسط، خصوصا الإغراءات، والمظاهر الغشاشة، لذا لم أتعرض لصدمة تذكر لأني تحضرت نفسيا قبل أن أخوض التجربة.

إلى ماذا تطمحين من خلال الغناء؟
أطمح إلى العالمية، وأشعر بأني قد أحقق هذا الحلم، فالأغاني التي فزت بها في فرنسا وتركيا، طلبتها شركة هولندية للإنتاج لتوزعها أوروبيا. كذلك طلبتها شركة في اليونان، وأخرى في روسيا تريد ترجمتها إلى الروسية ليغنيها فنان روسي شهير. الانتشار العالمي ليس بالصعوبة التي يعتقدها البعض. فالعمل الراقي لا بد أن يحقق الانتشار العالمي.

No comments:

Post a Comment