Tuesday, July 8, 2014

من البيال الى فردان… الاحتفالية مستمرة

غدير حمية
لأن ختامها مسك، فقد توّج مهرجان سوق "رمضانيات بيروتية" الذي نظمته مؤسسة مخزومي مدى أربعة أيام في البيال، فعالياته بأمسية فنية لبنانية تراثية ربطت الماضي بالحاضر مع الصوت الماسي للفنانة ألين لحود التي قدمت الأغنية اللبنانية إلى العالم. الحضور بالمئات من شتى بقاع لبنان، للإستمتاع بهذا الصوت الشبابي. الكلّ يغني ويدندن مشاركاً إياها فرحة السهرة الرمضانية المميزة التي أبدعت مؤسسة مخزومي في تنظيمها. هنا فتاة ترقص على وقع الموسيقى، وأخرى تلتقط الصور وتحاول الوصول إلى المسرح علّها تلقي التحية على ألين عن قرب. لم يعد هناك مقاعد ليجلس رواد السوق الرمضانية.. ما العمل إذاً؟ لا مشكلة في ذلك بعدما شعر الحاضرون ان البيت بيتهم والدار الضيقة تستوعب ألاف الأحبة، فما كان منهم إلا الجلوس على الأرض. أياً تكن الوسيلة.. الأهم في كل ذلك هو سماع صوت رنان عذب والسهر على ترانيم موسيقاه حتى ساعات الصباح الأولى.

راعي المهرجان المهندس فؤاد مخزومي الذي حرص على مواكبة هذه الاحتفالية الرمضانية ساعة بساعة، شكر كل القائمين على "رمضانيات بيروتية" والمشاركين فيها على جهودهم الجبارة سعياً الى إنجاحه. كما توجه بالشكر إلى الين لحود التي اعتبر أنها كانت خير سفيرة للبنان واللبنانيين إلى العالم. وأضاف: الأهم في كل النشاطات التي نقوم بها، ان نذكر بأن لبنان هو بلد المحبة والفن والإبداع، وأن اللبنانيين يحبون الحياة ويطمحون الى ان يعيشوها بكل تفاصيلها، بعيداً من كل ما نشهده من إرهاب وقتل ودمار و"داعش" وغيرها.
وقال: لقد صممنا على أن ننظم سوق رمضانيات بيروتية، لكي نثبت اننا نرفض كل ما يحيط بنا من إرهاب، لذا أدعوكم إلى أن التكاتف ووضع أيدينا بأيدي بعضنا لكي نربح بلدنا ونرجعه إلى أصله الطيب، حيث لا مذهبية ولا طائفية ولا ضغينة بين مواطنيه.

ولفت إلى ان الوعد لايزال قائماً باستمرار فعاليات سوق "رمضانيات بيروتية" سنوياً، ولكن ذلك لا يحلو إلا بوجودكم ودعمكم لأنكم انتم المهرجان، داعياً إلى العمل على إرجاع بيروت إلى مكانها الطبيعي، فبيروت هي لبنان بعيداً من الطائفية والمذهبية وكل أنواع التطرف.
وأكد أن مؤسسة مخزومي في خدمة الموطنين وستبقى دائماً العون لمساعدتكم وتلبية حاجاتكم، ولكن الأساس في كل ذلك هو الوقوف جميعاً جنباً إلى جنب.

اليوم الأخير
من ساعات صباح الأحد بدأ التوافد إلى السوق، فاليوم هو اليوم الأخير والفرصة الباقية للاستمتاع والفرح. فتحت السوق أبوابها الحادية عشرة قبل الظهر، وجال الوافدون بين أجنحتها ترافقهم في ألحان شرقية مع ديجي "ميكانو"، وما عليهم إلا أن يكتشفوا اسم الأغنية ليبدأوا بإظهار مهاراتهم الغنائية...

الضحك والابتسامة ترافق الحضور مع كل حركة، وليس أجمل من الضحك مع الثلاثي الكوميدي شادي مارون وغابي حويّك وألين أحمر، في عرض الـ"SCENE SCENE". وميزة اللبنانيين أنهم على رغم أوضاعهم الصعبة وأمن بلدهم المهتز، يضحكون على بلواهم وما أصابهم من شرور أو أذى.. هذه هي نفسية اللبناني فتراه أينما حلّ تحلّ الضحكة ويحوّل الهم والغم إلى ابتسامة، هذا ما أكدته ريما الآتية من الشوف. وبالعودة إلى المسرحية، علّق الثلاثي الكوميددي بأسلوب نقدي ساخر على الساسة والسياسية فاستمر الضحك بلا انقطاع مدى ساعة ونصف ساعة.

العود والدف الآلتان الشرقيتان، كانت لهما جولة مع جوزف عيسى الذي أطرب الحاضرين بأجمل الأغاني القديمة.
ولإضفاء جو رمضاني على المهرجان، كان لا بد من لوحات إنشادية أبدع في تقديمها الشيخ محمد بدر و"فرقة الدراويش" ، ترافقهما "الفتلة المولوية" سمة رمضان الشهيرة.
لرمضان طعم خاص مع مؤسسة مخزومي، الحماسة والنشاطات والترفيه انتهت في البيال إلى وعد يتجدد في رمضان المقبل.. لكننا لا نقول وداعاً بل إلى اللقاء في فردان يومياً حتى آخر أيام الشهر المبارك، مع نشاطات فنية وترفيهية جديدة ومنوعة.. فلاقونا!
 

No comments:

Post a Comment