Thursday, February 2, 2012

"عأرض الغجر"... عنوان لأرض الوطنية الضائعة "عأيدي البشر"!


رائعة هي مسرحية "عأرض الغجر" الغنائية التي تم إطلاقها في إحتفال رسمي بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و حشد سياسي، إجتماعي، فني و إعلامي و ذلك مساء الخميس الواقع في 23/02/2012 من على مسرح كازينو لبنان في بيروت.
كعادته، أثبت غدي الرحباني، و معه العائلة الرحبانية، هذه القدرة على إبتكار عمل مسرحي درامي... لا بل هذه القدوة في التعالي على جراح الواقع المرير... امتزجت مشاعر الأسى جراء ظلم الحياة مع ضحكات الآه نتيجة سخرية القدر...
"عأرض الغجر" فجرت ينبوع التساؤلات التي تراود كل مواطن لبناني في الدرجة الأولى و عربي بشكل عام... بين مفهوم الأرض و الوطن و ميزان العدالة المفقود داخليا و خارجيا تراقصت الوفود الغجرية لتنقلنا إلى عالم آخر ضمن أجواء غجرية بإمتياز و حرفية عالية من حيث أداء الممثلين، الديكور و الأزياء... ربما هدف فريق العمل - و على رأسه الفنان غسان صليبا و الفنانة ألين لحود - أن ينزل بنا من عالم الأحلام التي تراودنا في مساءاتنا و أيامنا إلى عالم الرأسمالية و اللامواطنية.
غدي الرحباني وضع إصبعه على جروحات كثيرة، تقرحات لبنانية على مدى سنوات طويلة امتدت لتطال الشعوب العربية. لعل أجمل ما في الحبكة المسرحية هذا النقد الذاتي و الوطني لواقع الحال في مناطق تخشى الدولة الدخول إليها أو حتى التفكير فيها، النقد لمفهوم الإنتخاب و الحوار و التشاور و الإنتماء... كلمات أمست بعيدة عن تفسيرات المعجم العربي و حتى الغربي...
هذا العالم المسرحي الحقيقي ليس سوى نسخة مصغرة عن عالم الخارج الذي نعيشه و الذي نتمنى العبور فيه يوما ما... لا بل العبور من خلاله إلى خاتمة "عأرض الغجر" حيث استقر الأمن في أيدي القوى الأمنية المولجة حماية المواطنين... هؤلاء المواطنون الذين لا يحملون في جعبتهم سوى الولاء لوطن ديموقراطي لا يخضع فيه الرئيس للترؤس أو التمديد أو التجديد... الولاء لوطن يحتضن القاطن الصالح و يصلح، يحاسب اللامبالي السارق... سارق الحلم الأكبر: حلم عشق الوطن الواحد لا الأرض الواحدة...
عسى يشجع سياسيو لبنان و العالم العربي هذا النوع من الفنون الراقية، عساهم يشجعون من يحاول جاهدا الترفع بهذا الوطن الحبيب،
عساهم يعيدون التفكير بمفهوم الجنسية... فكما يقول غدي الرحباني في "عأرض الغجر" ساخرا: " على دلعونا على دلعونا، جنسوا الغجر ما جنسونا"،
فهل يجوز بعد أن صفق سياسيو لبنان كثيرا و أثنوا على العرض المسرحي الأول لـ "عأرض الغجر"، هل يجوز لهم حرمان أطفال أمهات لبنان من جنسيتهم؟
صفقتم البارحة... فهل يصفق لكم الشعب غدا؟؟

No comments:

Post a Comment