Friday, March 23, 2012

"الرؤية الثالثة" واقع أم خيال؟

نسرين الظواهرة - دليل النهار
 
تستمر شركة Arrows Productions في إنتاج الدراما اللبنانية، رغم أننا لم نتابع بعد أيا من إنتاجاتها، وذلك بعد تصوير مسلسل "تحليق النسور" وتنفيذه. القيمون على الشركة يؤمنون بأننا نحتاج في البداية إلى بعض التضحية وصولاً إلى مرحلة مهمة تخوّلنا بيع أعمالنا ومن ثم تصديرها إلى الخارج.

جديد الشركة اليوم مسلسل "الرؤية الثالثة" بطولة بديع أبو شقرا وألين لحود وكتابة طوني شمعون. تقدير القيمين على الشركة واهتمامهم الكبير بنص شمعون الذي يُعرف عنه فرادته في تقديم نصوص يغلب عليها التشويق وحبس نفس المشاهد حتى اللحظة الأخيرة، يبدو واضحاً، الأمر الذي جعلهم يقدمون التسهيلات الإنتاجية المطلوبة ليأتي هذا العمل بأفضل صورة.
"الرؤية الثالثة" يدور حول ياسمين فتاة تفقد والديها في حادث سير، فتتسبب لها الصدمة بحالة نفسية صعبة. إنتقال عمها مع زوجته وأولاده إلى العيش معها في القصر سيطرح علامات إستفهام عدة، باعتبار أن الدافع هو الطمع بالمال والنفوذ. وللوصول إلى الهدف المنشود سيحاولون إلحاق الأذى بها نفسياً ومعنوياً باختلاق حوادث غريبة. وتزداد الأمور سوءًا عندما تغرم بشاب (بديع أبو شقرا) فتكون أمام مواجهة أصعب: هل هذا الحب حقيقة أم وهم؟
"الدليل" تابع الأيام الأخيرة من التصوير الذي استغرق نحو 75 يوما، ولم يتبق منه سوى مشاهد قليلة قبل الانتقال إلى مرحلة المونتاج.
توجهنا إلى بلدة الفريكة حيث جرى تصوير القسم الأكبر من المشاهد في قصر فخم هو منزل ياسمين (ألين لحود). على الكومبيوتر تحاول ياسمين معرفة حقيقة حبيبها، توب كاميرا... ومن اللقطة الأولى أعلن المخرج رضاه طالباً الإنتقال إلى المشهد التالي.
الكاتب طوني شمعون يقدم في قصته التي تتوزع على 25 حلقة "الرؤية الثالثة" التي يمكن كلا منا أن يستنتجها بعد متابعة العمل. "الرؤية الثالثة"، بالنسبة إليه، هي دخول شخص إلى حياة البطلة التي لم تعد متأكدة إن كان واقعاً أم خيالاً. هو يصنّف عمله بالجديد رؤية ومضمونا وطرحا، ويعتبره تحدياً له إذ استطاع من خلاله أن يقدم خطاً واحداً فقط ضمّنه حوادث وافية لجذب المشاهد حتى نهاية المسلسل، كما لو أنه يعالج أكثر من خط درامي. قوة العمل برأيه تكمن في حوادثه الغريبة والمنطقية على حد سواء، وفي عمق حواره وفي حبكته القوية والشائقة.
شمعون نوّه بشركة الإنتاج وبطريقة تعاملها الراقية مع فريق العمل كله. هو لا يخاف أن يواجه هذا المسلسل مصير العمل الأول للشركة في تأخير عرضه، وبرأيه العمل المتكامل والجميل لا بد أن يُعرض.
المخرج نبيل لبّس الذي يتعاون مع الشركة في عملها الثاني لم يخف قلقه من تأخير عرض المسلسل الأول، بإعتبار أن طريقة التصوير تختلف مع الوقت وكذلك التمثيل والموضوعات. "منزعج طبعاً إنو المسلسل بعدو بالجارور".
لبّس عمل مع نص طوني شمعون بطريقة مختلفة من ناحية الإضاءة وحركة الكاميرا والكادرات التي تلعب دوراً كبيراً في خلق حالة من الرعب والخوف... لبّس يعمل كثيراً على إدارة الممثل وعلى التفاصيل الصغيرة، علماً أنه لا ينكر أن وقوف ممثلين محترفين أمامه يسهل الأمر عليه كثيرا.
الممثل بديع أبو شقرا الذي يعمل ما بين لبنان وكندا اعتبر أن "الرؤية الثالثة" تجسدت أثناء التصوير في ثلاثي شكل تواصله متعة كبيرة وحالة فريدة، نادراً ما يمر فيها الممثل في موقع التصوير: "العنوان مناسب لرؤية نبيل أنا وألين لأن سوا عملنا تريو انسجم بالتصوير". ويتابع: "ألين استفزتني أثناء التصوير لأعطي ولأرى الأمور بطريقة مختلفة". أما بالنسبة الى المخرج الذي يتعاون معه للمرة الأولى فقد اعترف بأنهما كانا يتحدثان اللغة نفسها.
أبو شقرا رأى أن دوره في "الرؤية الثالثة" ليس دور عمره لكنه بلا شك إضافة إليه إذ أحب كثيراً أن يكون جزءا من هذه التركيبة الجميلة. في المسلسل يلعب دور زياد وفراس إذ يمر دوره بأبعاد ومراحل عدة، وبين الغرام والغموض والوهم والحقيقة سيضيع المشاهد أمام شخصيته وخصوصاً أنه يطل بإسمين مما يزيد الإلتباس.
الممثلة ألين لحود سعيدة بخطواتها الثابتة التي تأتي في وقتها. هي قرأت نص "الرؤية الثالثة" خلال 48 ساعة وقد أعجبت بالقصة وبشخصيتها واعتبرت أن الكاتب طوني شمعون تخطى نفسه. هنا تلعب دور ياسمين التي تدور كل الحوادث حولها وهي رأت في هذه الشخصية تحديا لنفسها ولكل أعمالها السابقة، باعتبار أن الدور يحتاج إلى إمكانات تمثيلية عالية، وخصوصاً أن التقلبات التي تمر فيها ليست سهلة "هالشخصية كتير تعّبتني وصار في صراع بداخلي بين ألين وياسمين". في المسلسل هي شخصية طبيعية لكن فقدان والديها والحوادث التي تمر فيها تجعل الصورة حولها ملتبسة... لحود لم تخف سعادتها بوقوفها أمام بديع أبو شقرا لأنه في نظرها من الممثلين الذين يحسب لهم حساب "الوقفة أمام بديع مش مزحة وعلى فكرة هو ساعدني بلا ما يعرف".
الممثل عصام الأشقر الذي أحب العمل أكثر من عنوانه، أحب دوره إذ يطرح الصراع بين الخير والشر إلا أن الخير يغلب في النهاية. وقد رأى نص شمعون جميلا ومنطقيا بعيداً عن التطويل "والحلو إنو المشاهد قصيرة والإيقاع سريع". كما شعر براحة كبيرة أثناء التصوير فرضها المخرج المطواع.
الأشقر يلعب دور عم ياسمين الرجل الذي تغريه المادة والذي يتبع شهواته من خلال الشر المتمثل بزوجته، مع العلم أن الإنسان الطيب يسكنه وهو لا ينكر أبداً فضل شقيقه عليه. ميزة دوره تكمن في أنه كان ضعيفا أمام الإغراءات المادية لكنه قوي لأنه استطاع أن يغلب الشر.
الممثلة نهلا داود أبدت إعجابها الكبير بشركة الإنتاج وبأجواء العمل التي سيطر عليها جو من الإلفة والرقي. تعلم داود أن المشاهد سيكرهها في هذا الدور لكنها سعيدة بهذه الشخصية لأنها غير نمطية وهي تمرّ بتقلبات وتطرح حولها علامات إستفهام عدة. هنا تلعب دور "ليلى" زوجة العم التي تنتظر موت شقيق زوجها لتستولي على ثروته. داود أحبت النص ورأت أن شمعون لا يبتر شخصياته بل يبنيها بشكل جيد، الأمر الذي يسهل العمل على الممثل.
 
"الرؤية الثالثة"
25 حلقة
إنتاج: Arrows Productions
كتابة: طوني شمعون
بطولة: بديع أبو شقرا، ألين لحود، عصام الأشقر، نهلا داود، جوزف بو نصار، بيار شمعون، طوني عيسى، منى كريم، حسن حمدان، روبير فرنجية، ليزا دبس، نبيل عساف، رولا واكد، غادة بيضون، علي سعد، علاء علاء الدين، رفقة الزير، جوزف بو خليل، كميليا بيضون، طوني صاصي...
إخراج: نبيل لبّس
مدير تصوير: شادي جمهوري

No comments:

Post a Comment