Thursday, March 21, 2013

"بكير تركتيني" من ألين لحود لسلوى القطريب أغنية في عيدها لأم غادرتها فقط بالجسد

ألين صغيرة في أحضان والدتها الراحلة.

 "بكير تركتها بالجسد"، منذ اربع سنوات في آذار اغمضت سلوى القطريب عينيها، لترحل عن ابنتها، الا انها تركت الكثير منها هنا، تركت موهبة واثقة تتفتح يوما بعد يوم نحو نضج فني لا يطرب الاذن فقط، بل يحيي القلب ويبعث الروح. هذه الصغيرة في احضان والدتها تشعر بها رغم غيابها، ومن كلمات الدكتور حمد ابو ضرغم، والحان غدي الرحباني وتوزيعه، قدمت الين لحود اغنية منفردة لوالدتها سلوى القطريب في عيد الام والذكرى الرابعة لرحيلها.  

"بكير تركتيني" عنوان الاغنية، ومطلعها يقول: "بآخر مرة شفتيني/ من غصة صوتي اعرفتيني/ يوما كانت اخر ضمة/ ومن بعدا والله يا امي/ بِحلَم ليليي تضميني".
"كل مقطع من الاغنية هو خبرية مني لوالدتي، تقول الين لحود لـ"النهار"، فوجئت بكلام الاغنية لأنه يبدو وكأن الدكتور ابو ضرغم تابعني جيدا، وكأنه استعمل كلمات اقولها، جسد احاسيسي وكأنه يعرفها تماما، تساءلت هل هو متابع لمقابلاتي؟ لانه استعمل كلمات انا ذكرتها، هل هي مجرد صدفة؟ ام انه توارد للافكار؟ الاغنية اصف فيها مدى صعوبة ان نخسر أمّاً، وفي الوقت ذاته رسالة لها اطمئنها فيها عن نفسي، وفي النهاية تقبل لمشيئة الله رغم الالم والحزن.

غدي الرحباني اقترح الاغنية منذ نحو عام، وكنت تمنيت ان اقدم لها شيئاً وفي العام الماضي لم نتمكن من التحضير واحسست ان الفرصة المؤاتية هي الآن، لأنها تقريبا في الذكرى الرابعة لرحيلها هي التي غادرت في 4 آذار.
في البداية اردت ان اقدم امسية موسيقية صغيرة، وعدلت عن رأيي لانني رغبت في ان اسلط الضوء فقط على هذه الاغنية لا غير.

وتصف بصوت يوازي بهدوئه براءة عينيها المشاغبتين علاقتها بوالدتها قائلة: "علاقتي بها مميزة، كانت توأم روحي، غريبة هذه العلاقة الوطيدة، كنّا جدا مقربتين نفهم من نظرة، وكانت اكثر من ام، كانت صديقتي وكان هناك ثقة وامان، ما زلت اكلمها كل يوم لأنها تسمعني من هناك، ولغاية الآن تأتيني بعلامات ترسلها لي، فتصف لي امورا كي افهم ان علي تركها، وترشدني في خياراتي وكل تفصيل. يمتلكني الفرح عندما يقول لي احدهم: "امك قديسة"، فانا لا استطيع ان اقول هذا الكلام عن امي، افرح عندما يقولها الغير، لا استطيع ان اصف اهميتها في حياتي. ولكن كل ما يمكن قوله انها هنا لا تزال في حياتي، واشعر بوجودها، حتى لو اردت الا اصدق الاشارات، لا يمكنني ذلك لان هناك امورا حصلت في حياتي اكدت لي ذلك تماما انها ترافقني، كحاستها السادسة التي كانت تتمتع بها وتحميني من خلالها".

وعن مشوارها الفني والموهبة التي ورثتها عنها تقول: "كان عندي رهبة من الغناء امام والدتي عندما بدأت، والطريف انها كانت اول من شجعني، واجمل مديح لصوتي وغنائي جاءني منها حين قالت: "صوتك متمكن لدرجة انه في امكانك السيطرة عليه اكثر مني"، هذا الكلام حملني مسؤولية، قالت اني لا ازيح عن النوطة، فكانت هي اول من دعمني، وكانت تحب كثيرا ان تسمعني اغني".

هذه التحية الى سلوى القطريب الام في عيدها ليست الا البداية، اذ تحضر الين لحود حاليا ريبيرتوار سلوى القطريب وتجديد اغانيها لتقديمها بانتاج ضخم. "مشروع اتكلم عنه منذ عامين حاليا، جسدنا الفكرة ولا ادري متى سنطلقها".
وعن اغنية "بكير تركتيني" قال غدي الرحباني لـ"النهار"، ان الدكتور حمد ابو ضرغم عرضها عليه لالين لحود، "تعاملنا معاً في السابق على اغنية وهب الاعضاء، وعرض هذه الاغنية ايام مسرحية "ارض الغجر"، وحاليا تم تسجيلها الاوركسترالي في استوديو جورج مرعب مكان تسجيل المسرحية وهي مناسبة لعيد الام، ومن الممكن ان تصبح مشروع اسطوانة".

وابو ضرغم متخصص في جراحة الاعصاب، طبيب شاب يمارس المهنة، الا انه اديب يهوى الكتابة، خصوصا للقضايا الانسانية. وعن هذه الاغنية الخاصة قال: "مذ شاهدت الين في مقابلة تلفزيونية وقالت انها ترغب في ان تقدم شيئا لامها، شعرت حينها ان في ضحكتها حزناً، وضعت نفسي مكانها وكتبت الكلمات، قدمت عملاً اجتماعياً انسانياً خاصاً جداً، فكتبت النص وارسلته اليها مع غدي. انا لا اعرفها ولم التقها في السابق، ولا اكتب الا لما يحركني، فجاء مطابقاً لما تشعر به، فهي فتاة حساسة، ورغم فرحها لديها الكثير من الحزن".

No comments:

Post a Comment