Sunday, April 28, 2013

الين لحود بضيافة "بيروت بالليل" في حوار حميم وشامل...

حلت الفنانة الين لحود ضيفة على برنامج "بيروت بالليل" عبر اذاعة لبنان الحر ليلة الجمعة، حيث كان حوار شامل، على البدايات والشغف للفن في كنف عائلة فنية راقية اصيلة.

الين تحدثت عن البدايات في برنامج "حوار الاجيال" من صوت لبنان، مرورا بتقديم برنامج عبر التيلي لوميار، الانطلاقة الفنية في الغناء الغربي، والجوائز التي حصدتها في تركيا وفرنسا ولبنان.
...

الين تحدثت عن عن اول عمل غنائي قدمته باللغة العربية، والتعاون الاول في المسرح مرورا بجميع الاعمال التي شاركت فيها، مع فرقة كركلا في بعلبك ضمن "اوبرا الضيعة"، والاعمال التي قدمتها مع ال الرجباني، من قطر إلى لبنان واخرها "غأرض الغجر".

وشمل الحوار تواصل الين مع عدد من المتصلين والمعجبين، وحديثها عن اهمية التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرورا بالحديث عن مختلف الاعمال الغنائية التي قدمتها الين، من البومها الاول باللغة الفرنسية، إلى البومها الخاص بالاطفال، مرورا باغنياتها باكثر من لغة، وتقديمها لعدد من الاغنيات العربية، بالاضافة إلى تأديتها لأغاني سلوى القطريبوعدد من المطربين الكبار، ولكن باسلوبها الخاص.

تطرق الحوار مع الين في بدايته إلى اخر اصداراتها "بكير تركتيني" وهو العمل الذي قدمته مؤخرا لروح والدتها الفنانة سلوى القطريب بمناسبة عيد الام، وعن صعوبة تسجيلها لهذه الاغنية وتأثرها الكبير لذكرى امها التي لا تغيب عنها. كما كان حديث عن علاقة الين بعائلتها، وعن الرابط الخاص بوالدتها وتأثرها بها، كما تحدثت عن تكريمات سلوى القطريب وعن الرقي والاصالة وجمال الذي قدمته من خلال فنها وابقاها على رابط ازلي مع جمهورها، فتحولت ايقونة للجمال والفن الراقيوالاغنية الاصيلة.

الين تحدثت عن التمثيل والدراما في لبنان، وعن اتقانها للتمثيل وتطورها في الاداء لمختلف الادوار وتفضيلها لاداء الادوار المركبة، وكانت جولة على مختلف الاعمال التي شاركت فيها وصولا إلى "الرؤيا الثالثة"، بطولة الين وبديع ابو شقرا، الذي يعرض حاليا عبر شاشة تلفزيون المستقبل، ويلاقي استحان شريحة كبيرة من الجمهور داخل وخارج لبنان.

وفي الختام كان الحديث عن اغنية مقبلة تتمحور حول اصحاب الاحتياجات الخاصة، وعن اعمال مقبلة في السينما والمسرح.
 

Friday, April 26, 2013

ألين لحود:أعتقد أن نهاية العالم بدأت الآن

بيروت - سهير القرحاني الممثلة والمغنية الجميلة ألين لحّود، ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب، وتلميذة عائلتي لحّود والرحابنة العريقتين، تجاهد في زمن لم تعد مقاييسه الفنية كما كانت أيام والدتها، التقتها “روتانا”، وتحدثت عن مقالبها المضحكة في نيسان، وعن انتقادها لمغنيات عمليات التجميل، إضافة لاستعراضها تـفاصيل أغــنـــيـــة “بـكــيــر تركتيني”، التي أهدتها لروح والدتها الراحلة سلوى قطريب، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

علمنا بولادة سينغل خاص لمناسبة عيد الأم تحية لماما سلوى هلا حدثتنا عنه؟
نعم، الأغنية سينغل بعنوان “بكّير تركتيني” وهي من كلمات د.حمد أبو ضرغام، ألحان وتوزيع غدي الرحباني، أطلقتها ضمن احتفالية توقيع من منزل العائلة في عمشيت الذي تزوَجَت فيه والدتي، وكنتُ صوَّرتُ فيه سابقاً إحدى أغنياتي.

لماذا من منزل العائلة؟
أردتُ كسر حزن هذا المنزل، فمنذ أن خَرجَت منه والدتي حين توفيت لم يشهد أي حدث جميل.

ما هو نوع هذه الأغنية؟
صراحة استخدمت فيها طبقات عالية وصعبة جداً، لذا في المرة المقبلة التي سأعمل فيها مع الأستاذ غدي الرحباني، أعرف إنها ستكون أصعب، فمن وجهة نظره إن أعطيته هذا الأداء سيقول إن باستطاعتي تقديم الأصعب.

العمل مع آل رحباني صعب، فهل متطلباتهم كبيرة؟.
صعب لكنه جميل، عندما يخلقون تحدياً للفنان، يجعلونه يعطي الأحسن، ويخرج أفضل ما عنده.

استأتِ حين لم يعجبكِ أداء أحد الفنانين لأغنية قديمة لها؟.
أحب كثيراً تجديد الفنانين لأغنيات والدتي، وأعتبرها لفتة جميلة، ولم أعبّر عن استيائي بسبب الأداء، ولكن نقل الكلام عن لساني خطأ، ولكن كان استيائي بسبب تغيير النغمات في أغنية “طال السهر”.


هل تأخذ الساسيم موافقة العائلة قبل بيع حقوق الأغنية لمغنٍ آخر؟
لا علاقة لنا كعائلة سلوى القطريب بالتدخل في أعمال الوالدة، فالمخوّل الوحيد هو الملحن والمؤلف الأستاذ روميو لحّود، لأن الساسيم تحفظ حق المؤلف والملحن، وبالنسبة لي ربما أفضل أن يتولى روميو معنوياً لفت نظرهم لأمر ما، لكنه يبقى صاحب القرار والحق بالتعاطي معهم، والفنان الذي يريد تجديد أغنية ما، ملزم بدفع حقوقها للشركة التي تعيد حق الملكية إلى أصحابه طالما هم على قيد الحياة.

بالتالي حقكم كعائلتها محفوظ؟
مبدئياً نعم، لأنني لا أعرف إلى أي مدى يتم تطبيق القوانين في لبنان، لستُ متابعة لهذه الأمور، لكن حين يحصل أي اعتداء على حقوق الملحن والمؤلف مع الساسيم في فرنسا “بيصير فيها حبس” والشركة في لبنان هي فرع من الشركة الفرنسية الأم، فقط لا أملك تفاصيل إلى أي مدى يتم الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية هنا.

هل لدينا أصوات من الجيل الجديد تشبه صوت سلوى من حيث الأداء المسرحي والموسيقي؟
نعم لدينا أصوات جميلة، إنما العدد قليل إلى جانب انعدام الفرص للأصوات المميزة، لكننا نفتقد لكل هذه الصفات مجتمعة في فنان واحد، دائماً لدينا عنصر ناقص، إما لناحية الكاريزما، أو الصوت، أو الشكل الجميل، فإن توفر الصوت والشكل والحضور، قد نفتقد للأداء والثقافة الموسيقية، وإن وجدت قد نفتقد للشكل وهو مطلوب جداً في عصرنا، لأننا لم نعد نعيش عصر البث الإذاعي، كذلك الشكل الجميل وحده لا يكفي، ولكي يكون الفنان شاملاً يجب أن تتوفر فيه كل تلك العناصر.

ألا يوجد على الساحة الفنية فنان يتمتع بكل تلك الصفات؟
ليس باستطاعتي أن أدلّك على مغنٍ يحمل كل تلك الصفات.

تملكين الجمال والصوت والثفافة، فهل سعيتِ لملء النقص رغم أنكِ تربية أسرة أسَّست للموسيقى العربية؟
“ما في حدا كامل”، وأكون كاذبة إن قلت لكِ إنه ليس لدي نقص في مكان ما، الأهم أن نعرف كيف نحسّن أو نكمل هذا النقص، وأنا أحاول دائماً تطوير نفسي، ولم أقل أبداً إنني جاهزة، واكتملت كل مقوماتي الفنية، إذ كل يوم لدي تحدٍ جديد، فحين أنجح يجب أن أحافظ على نجاحي، وأدرس كل عمل جديد كي لا أقع في التكرار، وعندما أنجح بخطوة ما، يجب أن أعرف كيف أتقن ما بعدها، لكن المشكلة أننا أصبحنا كالآلات، نسأل ما هي أحدث آلة اليوم؟ إذ بعد ستة أشهر هناك آلة أحدث، فنحن في سباق مع الزمن، نجدّد أنفسنا يوميًا، لنبقى بأحسن صورة أمام المستمع والمشاهد، وإن لم نفعل ذلك سيسبقنا الزمن ونبقى في مكاننا.

برزتِ في مسلسل «Auberge» بجسم ممتلئ قليلاً، وحالياً أنتِ أنحف!

لا شك أنني أعمل على إظهار أجمل ما عندي، لكن حقيقة الكاميرا تبرزني عادة ممتلئة أكثر من الحقيقة بكثير، لكنني إلى الآن لم أجرِ جراحات تجميلية، وكنتُ تساءلتُ مع أصدقائي عن الأعمال
التاريخية التي لم يكن في أيامها يجري نفخ الشفاه والخدان وتاتواج الحواجب، طيب كيف ستقنعني ممثلة فعلت كل ذلك بوجهها أنها تنتمي لتلك الحقبة التاريخية؟ أقدّر عمليات تحسين الأنف ليصبح طبيعياً، لكن “النفخ لشو”؟ الأجانب دائماً يحاولون ترتيب أشكالهم على أن تبدو طبيعية، حتى في ماكياجهم، أما نحن، فتخاف الممثلة أن تصوّر مشهداً وهي نائمة دون أن تضع الرموش المستعارة والماكياج الكامل، قلّة الثقافة تلك تجعل أعمالنا تبدو بمستوى أقلّ.


ماذا عن مستوى الفن الغنائي في لبنان؟
“جرصة” صارت كل واحدة عملت جراحة تجميلية تريد الغناء، وكل واحدة تملك المال أو تلبس القصير أو طولها مترين تريد أن تصبح فنانة، فإن كانت المعادلة على هذا المنوال، لماذا كل هذا التعب الذي نقوم به لتحسين فننا؟

لكن الموجة الهابطة خفّت كثيراً عن السابق!

«أيّا خفّوا»؟ الآن موجة جديدة، فكل واحدة من أولئك تصوّر نفسها على الـYou tube وتظن أنها تقدم عرضاً في الـreality tv ، كما بدأن موضة دخول الانتخابات البرلمانية! أعتقد أن نهاية العالم بدأت الآن، “مش معقول”!!. من المفروض أن تكون هذه المهنة راقية، ولا أقول ذلك لأنني من عائلة فنية أو أعمل مع آل رحباني، لكن عندما أرى إنجاز هاتين العائلتين، أقول: هذا هو الفن اللبناني.

إلى أي مدى أنتِ فخورة بانتمائك لعائلتي لحود ورحباني؟
فخورة جدًا لأني أكبر بهما وأزداد خبرة وثقافة بشكل دائم، كل جلسة في الأستوديو مع أستاذ روميو لحود، أو غدي رحباني أو أي شخص من تلك العائلتين، فهؤلاء درسوا الفن من كل جوانبه، إن كان لناحية المقامات الموسيقية، أو تقنيات الأداء، أو الإحساس، أوالوقوف على المسرح.

هل تسعين للمحافظة على مستواهما الفني؟
أسعى جاهدة لتقديم الأفضل، وليس من خلال الكلام عن المسؤولية، بل بتطبيقها من كل النواحي، ونقل كل ما استفدتُه وماأزال أتعلمه منهما إلى الناس.

هل سنراكِ تكبّرتِ في يوم من الأيام؟
لا، لأن التكبر ضَعف في الشخصية وقلّة ثقة بالنفس، والتكبّر حركات سخيفة وتافهة، وكأن الفنان يقول للمعجبين: إن كنتم تحبونني فاكرهونني، وبعض الفنانين المبتدئين حينما تطلبينهم يقولون: “خدي موعد من مدير أعمالي” حقاً أمر مضحك، عندما أعمل مع ممثلين مخضرمين أفاجأ بكمية التواضع لديهم، حتى إن بعضهم لا يملكون سيّارة فيستخدمون التاكسي بتنقلاتهم.

ما هو جديدك في الغناء؟
أغنية “إنت” وهي رحبانية بالكامل، صوَّر الكليب المخرج منصور رحباني، كتبها غدي، لحنها طارق مروان رحباني، ووزعّها جاد، الكليب يتكلم عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مؤثر، وفيه تقنيات عالية، ورسالته فيها تشجيع لهذه الفئة، وقريباً أسجل أغنية My way كتبها ولحنها روميو لحود وتتكلم عن مسيرته الفنية، أضع صوتي عليها قريباً ثم أصورها.

لماذا تتبعين أسلوب السينغل؟
لأن الأغنية تأخذ حقها أكثر، ولقلّة شراء الألبومات، كذلك عند إصدار ألبوم كامل ستسيطر أغنية واحدة، ويموت الباقي، لذا أفضّل أن تأخذ كل أغنية حقها، وقد أجمعها كلها لاحقاً في CD.

ماذا عن التمثيل؟
لدي مسلسل بعنوان “الرؤية الثالثة” يبدأ بثه قريباً على شاشة المستقبل، من بطولتي مع بديع أبو شقرا، إخراج نبيل لبّس وهو من أجمل ما كتب طوني شمعون، فيه الكثير من التشويق، ويحكي عن فتاة ثرية تفقد أهلها بحادث سير، فور عودتها من فرنسا، فتنقلب حياتها منذ تلك اللحظة، وتبدأ الصراعات والمشاكل والضغوطات النفسية، فيتهمونها بالجنون.

هل تكذبين في الأول من نيسان/أبريل؟
لم يسلم أحد من مقالبي المضحكة في كذبة نيسان منذ أيام الدراسة والجامعة، وفي المنزل والعائلة والأصحاب، لكنني خفّفت حدة المقالب الآن “حَسَب”.

Sunday, April 21, 2013

ألين لحود: "كل واحدة لبست قصير وطولها مترين تصبح فنانة.. والنفخ لشو؟"

 
تحدثت الفنان اللبنانية ألين لحود عن الجهد الذي تقوم به لإظهار أجمل ما لديها وأكدت أن الكاميرا تبرزها عادة ممتلئة أكثر مما هي عليه وأضافت: "كنت تساءلت مع أصدقائي عن الأعمال التاريخية التي لم يكن ايامها يجري نفخ الشفاه والخدين وتاتواج الحواجب طيب كيف ستقنعني ممثلة فعلت كل ذلك أنها تنتمي لتلك الحقبة التاريخية.. أقدر عمليات تحسين الأنف ليصبح طبيعياً لكن النفخ لشو؟"
 
وأضافت لحود في حديث لمجلة روتانا: "مستوى الفن الغنائي في لبنان جرصة صارت كل واحدة عملت جراحة تجميلية تريد الغناء وكل واحدة تملك المال وتلبس القصير أو طولها مترين تريد أن تصبح فنانة".

Thursday, April 18, 2013

الين لحود تصاب بإنهيار عصبي

الين لحود تصاب بإنهيار عصبي
تشهد الحلقات المقبلة من مسلسل "الرؤيا الثالثة" أحداثاً متسارعة و تطورات درامية ستغيّر في حياة ياسمين (ألين لحّود) التي أصيبت بانهيار عصبي بعد موت أهلها (جوزيف بو نصّار و منى كريم)، لتسوء حالها وتصبح تشاهدهما و تتحدث اليهما في كل مرة تكون وحدها.
وضعها النفسي الصعب ساهم في سيطرة عمها على أملاكها و عزلها عن كل ما يمت الى أهلها بصلة، الى أن يدخل زياد (بديع أبو شقرا) حياتها و تنشأ قصة حب بينهما ستغيّر حياتها.
و في ليلة منتظرة للقاء الجميع بزياد... لا يحضر، فتطرح فرضية الوهم إلاّ لدى ياسمين التي تبدأ رحلة شبه مستحيلة للبحث عنه.
المسلسل كتبه طوني شمعون، أخرجه نبيل لبّس و تعرضه المستقبل كل خميس و جمعة عند الثامنة و النصف مساءً
 

Monday, April 15, 2013

الدراما اللبنانية تلامس "الرؤيا الثالثة" في الإنسان: أبعادنا النفسية يقين رغم الشكّ

تقف الدراما دقيقة صمت قبل ان تفكر في الاقتراب من الجانب النفسي الصرف في تركيبة الانسان. اللبناني والعربي والتركي (في طبيعة الحال)، كائنات اجتماعية عاطفية، تحب، تكره، تحمل السلاح، تدخل السجن، تهرّب الممنوعات، تتسوّل، تمارس الجنس، وتدمن المخدرات، ولكنها أمام تقلبات النفس وانعزالها في عوالم خاصة، تعود سليمة، قوية، ومعافاة. الدراما مرآة هذه الكائنات المكتوب أسفلها "انها ليست الحقيقة". الكاتب طوني جورج شمعون أقرب الى الحقيقة من كل هؤلاء.
يظنون الانسان رؤيتين: الجسد الذي لا يقبل الشكّ، والروح، وديعة الله في الكائنات الحية، يسترجعها متى يشاء، وفق الأديان. والباقي مضيعة للوقت تعتاش منه الفلسفات. مبالغٌ فيه القول ان مسلسل "الرؤيا الثالثة"، جديد تلفزيون "المستقبل"، لشمعون كتابةً ونبيل لبّس اخراجاً، يعيد الاعتبار الى النفس قوةً فاعلة في القرار والمصير. ولكن، من خلال البطلة "ياسمين" (ألين لحود)، والرجل المترجّح بين الحقيقة والخيال، "زياد" (بديع أبو شقرا)، وارتباط الذات بالموضوع عبر توقّف الزمن بالموت أو المأساة، نال شمعون شرف المحاولة في انتظار انقشاع الأفق في المقبل من الحلقات.
موت الوالدين "نعمة" (جوزف بو نصار) و"هدى" (منى كريم) في تدهور سيارتهما، وهما في طريقهما الى المطار لاستقبالها، يترك في ياسمين، وحيدتهما، شعوراً قاسياً بالذنب يتطوّر رفضاً لتقبّل واقع ترى نفسها سبباً في فظاعته. ربط الموت بالبطلة لم يأت من عبث. ننسى أوجاعاً نتلقاها، وتلك التي نصنعها تعصى على النسيان. الحادث، لو وُضع في اطار آخر، لظهرت لحود مبالغة في الأداء. عقدة الذنب، الاعتماد المطلق على الآخر (والداها)، ورفض المحيط الاجتماعي للصدمات، تآزرت جميعها في عمل لافت درامياً من دون الحاجة بالضرورة الى المطاردة البوليسية والشطحات المضخّمة وبقايا الانفعالات. الأهم ان أحداً لم يستغل غياب ثقافة العيادة النفسية والمرض النفسي عن اهتمامات المجتمع، ليسرح ويمرح على هواه.
اختيار شخصية الكاتب والصحافي لبديع أبو شقرا سهّل لياسمين البحث عن ملجأ يستوعب ما تمرّ به من تحولات، ليتبين لاحقاً انه هو الآخر، السوي بنظر الناس، غارقٌ في الأوهام. يصعب فهم النفس الانسانية. بعضنا يحاول وبعضنا ملّ المحاولات.
والآخرون أيضاً مركبون من أوهام. لعلها ليست مصادفة ربط شخصية ياسمين المضطربة نفسياً بالمال. ثروة والديها المتوفيين تجعلها محطّ أطماع عائلة عمّها "سعيد" (عصام الأشقر)، زوجته "ليلى" (نهلا داود)، الابن "مكرم" (طوني عيسى) وزوجته "سابين" (غادة بيضون)، فالابنة المتيقّظة لما يجري، "لينا" (ليزا الدبس). المال مقابل الانسانية في العلاقات. يتآمرون سراً على الفتاة. بالدواء، بالحوادث التي لم تجر، وبرفض امتثالها الى الشفاء. لكن المخرج نبيل لبّس كان رجل المؤامرات. في عمله الاخراجي هذا بعد "تحليق النسور" (المسلسلان من انتاج "Arrows Productions")، يُظهر قدرة على التميّز بالصعب والدقيق من الأعمال. يشارك البطلين هروبهما من الواقع. قوة الأسود، الموسيقى المنبثقة من التيه والخوف، استرجاع الشخصيات بالتذكر وربط الأزمنة من دون مطّ أو تطويل مفتعل للمشهديات، نضج الممثلين أمام كاميرته، الى الاستحالة التي يتسم بها قلم شمعون بينما ينسج الأحداث، تركت في المُشاهد انطباعاً باختلاف العمل عن يوميات التلفزيون المتمسكة بنظرة المرء الكلاسيكية الى الأيام.
التصفيق للعمل لا يزال مبكراً، رغم اجتيازه مرحلة الانطباع الأول بنجاح. ألين لحود وبديع أبو شقرا ثنائي قادر على أصعب الأدوار. مقنعان حتى الآن، مثل الطبيعة، مكان التصوير حيث العزلة والانتماء. هذا تحليل للعمل وتعريف به، ولنا عودة نقدية مع نهاية الأحداث.
Al Rokya Al Thalitha