Friday, April 26, 2013

ألين لحود:أعتقد أن نهاية العالم بدأت الآن

بيروت - سهير القرحاني الممثلة والمغنية الجميلة ألين لحّود، ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب، وتلميذة عائلتي لحّود والرحابنة العريقتين، تجاهد في زمن لم تعد مقاييسه الفنية كما كانت أيام والدتها، التقتها “روتانا”، وتحدثت عن مقالبها المضحكة في نيسان، وعن انتقادها لمغنيات عمليات التجميل، إضافة لاستعراضها تـفاصيل أغــنـــيـــة “بـكــيــر تركتيني”، التي أهدتها لروح والدتها الراحلة سلوى قطريب، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

علمنا بولادة سينغل خاص لمناسبة عيد الأم تحية لماما سلوى هلا حدثتنا عنه؟
نعم، الأغنية سينغل بعنوان “بكّير تركتيني” وهي من كلمات د.حمد أبو ضرغام، ألحان وتوزيع غدي الرحباني، أطلقتها ضمن احتفالية توقيع من منزل العائلة في عمشيت الذي تزوَجَت فيه والدتي، وكنتُ صوَّرتُ فيه سابقاً إحدى أغنياتي.

لماذا من منزل العائلة؟
أردتُ كسر حزن هذا المنزل، فمنذ أن خَرجَت منه والدتي حين توفيت لم يشهد أي حدث جميل.

ما هو نوع هذه الأغنية؟
صراحة استخدمت فيها طبقات عالية وصعبة جداً، لذا في المرة المقبلة التي سأعمل فيها مع الأستاذ غدي الرحباني، أعرف إنها ستكون أصعب، فمن وجهة نظره إن أعطيته هذا الأداء سيقول إن باستطاعتي تقديم الأصعب.

العمل مع آل رحباني صعب، فهل متطلباتهم كبيرة؟.
صعب لكنه جميل، عندما يخلقون تحدياً للفنان، يجعلونه يعطي الأحسن، ويخرج أفضل ما عنده.

استأتِ حين لم يعجبكِ أداء أحد الفنانين لأغنية قديمة لها؟.
أحب كثيراً تجديد الفنانين لأغنيات والدتي، وأعتبرها لفتة جميلة، ولم أعبّر عن استيائي بسبب الأداء، ولكن نقل الكلام عن لساني خطأ، ولكن كان استيائي بسبب تغيير النغمات في أغنية “طال السهر”.


هل تأخذ الساسيم موافقة العائلة قبل بيع حقوق الأغنية لمغنٍ آخر؟
لا علاقة لنا كعائلة سلوى القطريب بالتدخل في أعمال الوالدة، فالمخوّل الوحيد هو الملحن والمؤلف الأستاذ روميو لحّود، لأن الساسيم تحفظ حق المؤلف والملحن، وبالنسبة لي ربما أفضل أن يتولى روميو معنوياً لفت نظرهم لأمر ما، لكنه يبقى صاحب القرار والحق بالتعاطي معهم، والفنان الذي يريد تجديد أغنية ما، ملزم بدفع حقوقها للشركة التي تعيد حق الملكية إلى أصحابه طالما هم على قيد الحياة.

بالتالي حقكم كعائلتها محفوظ؟
مبدئياً نعم، لأنني لا أعرف إلى أي مدى يتم تطبيق القوانين في لبنان، لستُ متابعة لهذه الأمور، لكن حين يحصل أي اعتداء على حقوق الملحن والمؤلف مع الساسيم في فرنسا “بيصير فيها حبس” والشركة في لبنان هي فرع من الشركة الفرنسية الأم، فقط لا أملك تفاصيل إلى أي مدى يتم الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية هنا.

هل لدينا أصوات من الجيل الجديد تشبه صوت سلوى من حيث الأداء المسرحي والموسيقي؟
نعم لدينا أصوات جميلة، إنما العدد قليل إلى جانب انعدام الفرص للأصوات المميزة، لكننا نفتقد لكل هذه الصفات مجتمعة في فنان واحد، دائماً لدينا عنصر ناقص، إما لناحية الكاريزما، أو الصوت، أو الشكل الجميل، فإن توفر الصوت والشكل والحضور، قد نفتقد للأداء والثقافة الموسيقية، وإن وجدت قد نفتقد للشكل وهو مطلوب جداً في عصرنا، لأننا لم نعد نعيش عصر البث الإذاعي، كذلك الشكل الجميل وحده لا يكفي، ولكي يكون الفنان شاملاً يجب أن تتوفر فيه كل تلك العناصر.

ألا يوجد على الساحة الفنية فنان يتمتع بكل تلك الصفات؟
ليس باستطاعتي أن أدلّك على مغنٍ يحمل كل تلك الصفات.

تملكين الجمال والصوت والثفافة، فهل سعيتِ لملء النقص رغم أنكِ تربية أسرة أسَّست للموسيقى العربية؟
“ما في حدا كامل”، وأكون كاذبة إن قلت لكِ إنه ليس لدي نقص في مكان ما، الأهم أن نعرف كيف نحسّن أو نكمل هذا النقص، وأنا أحاول دائماً تطوير نفسي، ولم أقل أبداً إنني جاهزة، واكتملت كل مقوماتي الفنية، إذ كل يوم لدي تحدٍ جديد، فحين أنجح يجب أن أحافظ على نجاحي، وأدرس كل عمل جديد كي لا أقع في التكرار، وعندما أنجح بخطوة ما، يجب أن أعرف كيف أتقن ما بعدها، لكن المشكلة أننا أصبحنا كالآلات، نسأل ما هي أحدث آلة اليوم؟ إذ بعد ستة أشهر هناك آلة أحدث، فنحن في سباق مع الزمن، نجدّد أنفسنا يوميًا، لنبقى بأحسن صورة أمام المستمع والمشاهد، وإن لم نفعل ذلك سيسبقنا الزمن ونبقى في مكاننا.

برزتِ في مسلسل «Auberge» بجسم ممتلئ قليلاً، وحالياً أنتِ أنحف!

لا شك أنني أعمل على إظهار أجمل ما عندي، لكن حقيقة الكاميرا تبرزني عادة ممتلئة أكثر من الحقيقة بكثير، لكنني إلى الآن لم أجرِ جراحات تجميلية، وكنتُ تساءلتُ مع أصدقائي عن الأعمال
التاريخية التي لم يكن في أيامها يجري نفخ الشفاه والخدان وتاتواج الحواجب، طيب كيف ستقنعني ممثلة فعلت كل ذلك بوجهها أنها تنتمي لتلك الحقبة التاريخية؟ أقدّر عمليات تحسين الأنف ليصبح طبيعياً، لكن “النفخ لشو”؟ الأجانب دائماً يحاولون ترتيب أشكالهم على أن تبدو طبيعية، حتى في ماكياجهم، أما نحن، فتخاف الممثلة أن تصوّر مشهداً وهي نائمة دون أن تضع الرموش المستعارة والماكياج الكامل، قلّة الثقافة تلك تجعل أعمالنا تبدو بمستوى أقلّ.


ماذا عن مستوى الفن الغنائي في لبنان؟
“جرصة” صارت كل واحدة عملت جراحة تجميلية تريد الغناء، وكل واحدة تملك المال أو تلبس القصير أو طولها مترين تريد أن تصبح فنانة، فإن كانت المعادلة على هذا المنوال، لماذا كل هذا التعب الذي نقوم به لتحسين فننا؟

لكن الموجة الهابطة خفّت كثيراً عن السابق!

«أيّا خفّوا»؟ الآن موجة جديدة، فكل واحدة من أولئك تصوّر نفسها على الـYou tube وتظن أنها تقدم عرضاً في الـreality tv ، كما بدأن موضة دخول الانتخابات البرلمانية! أعتقد أن نهاية العالم بدأت الآن، “مش معقول”!!. من المفروض أن تكون هذه المهنة راقية، ولا أقول ذلك لأنني من عائلة فنية أو أعمل مع آل رحباني، لكن عندما أرى إنجاز هاتين العائلتين، أقول: هذا هو الفن اللبناني.

إلى أي مدى أنتِ فخورة بانتمائك لعائلتي لحود ورحباني؟
فخورة جدًا لأني أكبر بهما وأزداد خبرة وثقافة بشكل دائم، كل جلسة في الأستوديو مع أستاذ روميو لحود، أو غدي رحباني أو أي شخص من تلك العائلتين، فهؤلاء درسوا الفن من كل جوانبه، إن كان لناحية المقامات الموسيقية، أو تقنيات الأداء، أو الإحساس، أوالوقوف على المسرح.

هل تسعين للمحافظة على مستواهما الفني؟
أسعى جاهدة لتقديم الأفضل، وليس من خلال الكلام عن المسؤولية، بل بتطبيقها من كل النواحي، ونقل كل ما استفدتُه وماأزال أتعلمه منهما إلى الناس.

هل سنراكِ تكبّرتِ في يوم من الأيام؟
لا، لأن التكبر ضَعف في الشخصية وقلّة ثقة بالنفس، والتكبّر حركات سخيفة وتافهة، وكأن الفنان يقول للمعجبين: إن كنتم تحبونني فاكرهونني، وبعض الفنانين المبتدئين حينما تطلبينهم يقولون: “خدي موعد من مدير أعمالي” حقاً أمر مضحك، عندما أعمل مع ممثلين مخضرمين أفاجأ بكمية التواضع لديهم، حتى إن بعضهم لا يملكون سيّارة فيستخدمون التاكسي بتنقلاتهم.

ما هو جديدك في الغناء؟
أغنية “إنت” وهي رحبانية بالكامل، صوَّر الكليب المخرج منصور رحباني، كتبها غدي، لحنها طارق مروان رحباني، ووزعّها جاد، الكليب يتكلم عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مؤثر، وفيه تقنيات عالية، ورسالته فيها تشجيع لهذه الفئة، وقريباً أسجل أغنية My way كتبها ولحنها روميو لحود وتتكلم عن مسيرته الفنية، أضع صوتي عليها قريباً ثم أصورها.

لماذا تتبعين أسلوب السينغل؟
لأن الأغنية تأخذ حقها أكثر، ولقلّة شراء الألبومات، كذلك عند إصدار ألبوم كامل ستسيطر أغنية واحدة، ويموت الباقي، لذا أفضّل أن تأخذ كل أغنية حقها، وقد أجمعها كلها لاحقاً في CD.

ماذا عن التمثيل؟
لدي مسلسل بعنوان “الرؤية الثالثة” يبدأ بثه قريباً على شاشة المستقبل، من بطولتي مع بديع أبو شقرا، إخراج نبيل لبّس وهو من أجمل ما كتب طوني شمعون، فيه الكثير من التشويق، ويحكي عن فتاة ثرية تفقد أهلها بحادث سير، فور عودتها من فرنسا، فتنقلب حياتها منذ تلك اللحظة، وتبدأ الصراعات والمشاكل والضغوطات النفسية، فيتهمونها بالجنون.

هل تكذبين في الأول من نيسان/أبريل؟
لم يسلم أحد من مقالبي المضحكة في كذبة نيسان منذ أيام الدراسة والجامعة، وفي المنزل والعائلة والأصحاب، لكنني خفّفت حدة المقالب الآن “حَسَب”.

No comments:

Post a Comment