Saturday, January 12, 2013

مسرحية “عأرض الغجر” عمل رحباني متكامل

حظي العرض الإقليمي الأول لمسرحية “عأرض الغجر” للرحابنة بنجاح كبير يوم أمس الأول، وانتزع إعجاب الجماهير الحاضرة في برج بارك- وسط مدينة دبي بجوار برج خليفة، والتي تفاعلت مع اللوحات الرائعة للمسرحية بالضحك تارة والطرب تارة أخرى والتصفيق الحاد مرات عديدة . وظهرت جلياً اللمسات الرحبانية على العرض من حيث روعة الألحان وبساطة الكلمات والأداء المسرحي القوي لكافة شخصيات المسرحية . وتقدم المسرحية اليوم السبت عرضها الأخير وسط إقبال كبير على العرض في يوميه الأولين .

حضر العرض الافتتاحي القنصل العام للجمهورية اللبنانية في دبي، سامي النمير، وإبراهيم صالح المنسق العام للمهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، بالإضافة إلى كبار المديرين في المؤسسة وعدد من الشخصيات الاجتماعية في دبي والعديد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية . وأشاد القنصل بالعرض وبالأداء الرفيع لكافة الممثلين في المسرحية، مؤكداً أن هذا ليس بجديد على مسرح الرحابنة الذي لطالما أثرى الحركة المسرحية في الوطن العربي بشكل عام، وحمل اسم لبنان من عقود طويلة إلى كافة أنحاء العالم من خلال عروضه الرائعة .

كما تابع العرض عدد كبير من عشاق المسرح الاستعراضي الغنائي الذي أجاد الرحابنة استخدامه في تقديم أفكارهم الفنية، كما تفاعل الجمهور مع الأغنيات والاستعراضات التي تضمنها العرض، والتي جاءت في السياق الذي يخدم الخط الدرامي للمسرحية، كما يشعر المشاهد بوجود الراحل منصور الرحباني بين الكواليس، وربما توحي الألحان والكلمات أن الأبناء كانوا أيضاً تلاميذ نجباء في مدرسته الموسيقية الاستعراضية .

وأجاد الرحابنة الأبناء استخدام أدوات المسرح في خدمة فكرتهم، فكان الديكور متقناً ومعبراً عن المشاهد، وجاءت عبارات النص محسوبة بالكلمة بلا زيادة ولا نقصان، كما أحسن المخرج استخدام الإضاءة المسرحية لتتواءم مع حركات الممثلين على خشبة المسرح، وكانت الأزياء التي استخدمتها الفرقة مقنعة للغاية، أما الاستعراضات فقد نالت إعجاب الجمهور من حيث تصميم الرقصات وتحركات الراقصين والراقصات بالتناغم مع الجُمل الموسيقية المستخدمة في العرض، ويمكن القول إن العمل كان متقناً ومتكاملاً من كل النواحي .

وتدور قصة العرض عن “سلفادو” الشاب اللبناني الذي ولد في البرازيل ويعيش هناك كمهاجر، وعلى الرغم من نجاحه في مجال الأعمال، إلا أنه يفشل في الحصول على الجنسية، مما يضطره إلى العودة إلى لبنان لتأسيس منزل على أرض جده، وإتمام مراسم الزواج من خطيبته . ولدى عودة المهاجر يفاجأ بوجود جماعات الغجر تحتل أرضه، ورسخت هذه الجماعات لأفكارهم وعاداتهم المختلفة عن طبيعة المجتمع اللبناني، ويفشل في التفاوض معهم لاسترداد أرضه، ويجد نفسه متورطاً في صراع بينه وبينهم على الأرض، وتتدخل أطراف عديدة في هذا الصراع، ولكن تتحول الأحداث تحولاً جذرياً، عندما يقع بطل القصة في حب “زينة” ابنة شيخ الغجر، وتزداد صعوبة الصراع مع تمسك شيخ الغجر بالبقاء على هذه الأرض طمعاً في الحصول على الجنسية اللبنانية، وتمثيل الأقلية الغجرية في البرلمان .

ويتشعب الصراع عندما يكتشف “سلفادو” أن أحد المتعاونين مع الغجر يريد الزواج من “زينة”، وبالتالي أصبح لديه غريم جديد، وضمن الصراع على الفوز بقلب ابنة شيخ الغجر، تقع مواجهة بين سلفادو وغريمه تصاب خلالها “زينة” بطريق الخطأ، ويصل بطل القصة إلى اتفاق بينه وبين شيخ الغجر يقضي بقيام سلفادو ببناء فندق على الأرض مقابل الزواج من ابنته، ليستخدمه الغجر في انتخاب رئيسهم، من خلال مؤتمر دولي يعقد بشكل سنوي ويجمع هذه القبائل من كل أنحاء العالم، ولكن يفشل الغجر في انتخاب رئيسهم، ويقع البطل فريسة الصراع بين حبه لابنة شيخ الغجر وارتباطه بخطيبته التي لا تزال تعيش في البرازيل وتنتظر لحظة ارتباطه بها، ولكن تختلف النهاية التي فاجأت الجمهور، حيث يقرر “سلفادو” الانضمام لحياة الغجر ليصبح واحداً منهم، ويتزوج “زينة” بعد شفائها من الإصابة، ويرحل مع الغجر إلى مكان جديد وأرض جديدة، ليثبت بذلك أن الإنسان أهم من الأرض .

قُدِّم العرض من قبل على مسرح كازينو لبنان، واستقبله الجمهور بترحيب شديد، واستمر لأربعة شهور كاملة، وهو من تأليف وتلحين وإنتاج غدي الرحباني، وإخراج مروان الرحباني وبطولة غسان صليبا والين لحود وبول سليمان، بالاشتراك مع بيار شمعون، وفرقة مكونة من 70 شخصاً مع نخبة من ألمع الممثلين والراقصين في المسرح الرحباني .
 

No comments:

Post a Comment