Friday, January 25, 2013

ألين لحود: أحلق في فضاء السحر أثناء الغناء

حوار: رفيف الخليل
لم يكن سهلاً عليها تقديم أكثر من خط فني في عمل مسرحي واحد، لكن ثقتها بمواهبها في التمثيل والغناء والرقص جعلتها تجمع مفردات الحس الفني في قالب أدائي واحد . هي الفنانة اللبنانية ألين لحود بطلة مسرحية “ع أرض الغجر” التي عرضت مؤخراً في دبي على هامش الفعاليات الفنية لمهرجان دبي للتسوق . التقتها “الخليج” وكان هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن فنها وتأثرها بعائلتها وأحلامها وجديدها .

مسرحية “ع أرض الغجر” هي أول عرض مسرحي لك في الإمارات، لعبت فيه دوراً مركباً هل تطلب منك جهداً كبيراً؟
بالطبع تطلب الكثير من الجهد وتدريبات شاقة لأنني رقصت وغنيت ومثلت، والصعوبة موجودة لكنها تجربة ممتعة ومع كل تحضير وتدريب أشعر بالحماس وفرح كبير في أعماقي، لأن كل مسرحية ضخمة وكبيرة تحتاج إلى عمل حقيقي ودؤوب . والدور هو مركب أكون فيه ابنة شيخ الغجر واسمي “زينة” الغجرية التي تعشق هويتها وعدم انتمائها إلى أي أرض، وهذا لا يشكل بالنسبة لها أي مشكلة لأنها غجرية بامتياز، وفي الوقت ذاته هي امرأة لعوب وذكية تخطط وتغري أكثر من رجل لكي تعلقهم بها لكن في نهاية الأمر تبقى فخورة بغجريتها ومتمسكة بها .

وكيف وجدت العمل مع الفنان غسان صليبا؟
هو فنان مريح جداً ومتعاون إلى أبعد الحدود وينقل خبرته الفنية على المسرح، وكان واضحاً مدى انسجام الأداء في كل المشاهد خاصة الغنائية، وبما أن المسرحية تشمل تغييراً في الديكورات تقريباً ثلاث مرات، فالأمر لم يكن سهلاً وكنت أتدرب على الدقة والتركيز في الأداء .

هل صحيح أنك لم ترشحي إلى هذا الدور وكان للفنانة كارول سماحة؟
ليس صحيحاً، وتم تداول الأمر في الإعلام كثيراً، لكن الحقيقة أن غدي الرحباني هو صاحب فكرة المسرحية وهو من رشحني لها، واتصل بي قبل سنة من عرض العمل وأخبرني أنه يحضر لمسرحية وسألني إذا كان يهمني هذا الدور أم لا، وعلى هذا الأساس وافقت ورحبت بالفكرة .

ماذا اكتسبت من عملك مع المخرج مروان الرحباني؟
المدرسة الرحبانية علمتني الكثير، أولاً الاحتراف والانضباط وأشعر بأنني فعلاً أنتمي إلى مدرسة فنية حقيقية، ومروان الرحباني ليس مخرجاً عادياً فهو صاحب النظرة والعمل الإخراجي المبدع لأهم وأضخم الأعمال المسرحية مثل “سقراط” و”زنوبيا” التي تتألف من كادر فني كبير نحو 200 شخص، وهذه المسرحية اعتبرها صغيرة مقارنة مع المسرحيات الأخرى، لكنه يضع كل شخص في مكانه الفني الصحيح فلا أحد يأخذ دور الآخر وهذه القواعد الفنية أسس فريدة في الفن اليوم .

درست الإخراج والتمثيل ولك تجارب غنائية، على ماذا تركزين الآن؟
كل شيء يتعلق بالفن أحبه، لكنني في الوقت الحاضر أركز على الغناء والتمثيل لإمكانية الجمع بينهما في عمل فني واحد، في مسرحية غنائية مثلاً أو فيلم أو مسلسل . أما الإخراج فأعشقه إلى درجة كبيرة، لكنه يحتاج إلى تفرغ ووقت وأنتظر الوقت المناسب لخوضه سواء إخراج فيديو كليب أو عمل تلفزيوني أو مسرحية أتمكن فيها من إدارة فريق تمثيلي كامل، يقدم صورة مسرحية حية أمام المشاهدين .

كيف تقيّمين تجربتك مع الدراما؟
الدراما لها مميزاتها وقدمت عدداً من التجارب، لكنني أشعر بالانتماء الفني العميق لخشبة المسرح الذي أعتبره بمثابة ملعب كبير أعبر من خلاله أمام الجمهور الذي يتفاعل مع كل ما أقدمه، وهذا التفاعل والحماس له سحر خاص يشعرني بردود الفعل المباشرة، ويقيّم مستوى المسرحية وإذا وصلت رسالتها أم لا، لكن تجربة التمثيل تبقى مختلفة بالنسبة إليّ، خاصة في مسألة تكرار المشاهد التي تحدث بشكل عام في مرحلة التحضيرات لأي مسلسل، هذه الإعادة تفقد الممثل أحاسيسه شيئاً فشيئاً ويكون أداؤه مختلفاً عن المرة الأولى .

غنائياً لم تقدمي إلا تجارب قليلة، وآخرها دويتو مع الفنان مروان خوري، لماذا؟
الغناء بالنسبة إليّ تحليق في فضاءات السحر والجمال وعالمه مختلف تماماً، وقلة أعمالي الغنائية تعود لمشكلة الإنتاج، لأنني أنا من ينتج لنفسي، وتجربة الدويتو كانت من إنتاج الفنان مروان خوري الذي دعمني فنياً، وهذه التجربة مميزة ولها خصوصية في الحوار الغنائي المتناغم بيني وبين مروان، وأحضر حالياً مجموعة من الأغاني سأتفرغ لها فور عودتي إلى بيروت .

هل تطمحين للتعاقد مع شركة إنتاج معينة؟
لا يوجد اسم معين وكل ما يهمني أن يكون هناك مصدر ينتج ويمول ألبومي الغنائي، ربما تأتي شركة سيارات وتقدم لي تسهيلات الإنتاج ويكون المقابل ظهور سيارة الشركة في الفيديو كليب مثلاً، لأنني أشعر بأنني ظُلمت بعدم وجود شركة إنتاج تدعمني، فمن خلالها تتواجد كليباتي على شاشات التلفزيون وأكون حاضرة فنياً في السوق الفنية .

هل دعمك بلدك فنياً؟
بالطبع، الصحافة اللبنانية تابعتني منذ بداياتي إلى الآن، وعملي مع الرحابنة وأسماء أخرى مثل فرقة “كراكلا” اللبنانية أعطتني فرص ظهور مهمة، مثل مشاركتي في التمثيل والغناء في مسرحية “أوبرا الضيعة” مع الفنان عاصي الحلاني عام 2009 بمهرجان بعلبك كانت فرصة لا تعوض تعلمت منها الكثير .

غنيت أغاني غربية ولبنانية هل تفكرين في اللون الخليجي؟
أحب اللون الخليجي كثيراً ويخطر على بالي الغناء بهذه اللهجة التي لا أجد صعوبة في نطقها، لكن لا أريد تكرار الأسلوب الذي قدمه غيري في هذا اللون، لأنني أبحث عن كلمات وألحان تليق بي وبصوتي .

هل تحلمين بعمل فني معين؟
قبل كل شيء لدي حنين إلى أن يعود الهدوء السياسي في البلدان العربية لأننا في لبنان منفتحين على أكثر من بلد، وكفنانين تأثرنا كثيراً بما حصل، وفي السابق كنت أذهب إلى سوريا ومصر وغيرهما من البلدان، أما الآن فالوضع مقلق للغاية، وبالنسبة لحلمي الفني أتمنى تقديم استعراض مسرحي ضخم أرقص وأمثل وأغني فيه، والأهم ألا يكون له انتماء لبلد معين، بل يتضح فيه مزيج من الثقافات الفولكلورية لأكثر من بلد .

شغوفة بالاستعراض المسرحي كما كانت والدتك الراحة المطربة سلوى القطريب؟
بالطبع أخذت عن أمي حب الفن والاستعراض، ويشبّهون خامة صوتي بصوتها، والإرث الفني الكبير الذي تركته لي سهّل علي دخول الفن، فقد علمتني معنى الاحتراف والانضباط واحترام المواعيد وكيف أختار الأعمال اللائقة وغير المبتذلة، وهذا ما جعلني أكون فنانة شاملة وجاهزة للفن .

طريق الشمس
ألين لحود تبدأ قريباً العمل على مسرحية جديدة مع عمها، وتقول عنها: المسرحية الغنائية “طريق الشمس” ستجمعني مع عمي الفنان روميو لحود الذي اعتبره ملهمي الفني، حيث أخذت عنه التعددية في المواهب وكيف أكون أمام الكاميرا وخلفها، فهو فني وموسيقي من الطراز الأول وتعلمت منه أيضاً عمق الرؤية الإخراجية والكتابة، وبسبب سفري إلى دبي لأجل عرض مسرحية “ع أرض الغجر” تأجل العمل في “طريق الشمس” وفور عودتي إلى لبنان سأبدأ التدريبات، ودوري هو بنت يتيمة تتربى في قصر وتستقبل فيه أشخاصاً كثيرين وترافق كل شخص في مرحلة معينة، ولا يخلو الدور من الكوميديا الخفيفة والجميل في هذه المسرحية هو تعدد الحضارات وعدم الانتماء إلى زمن معين، فكأنها عدة أزمنة في الحقبة نفسها، وهذا العمل سيترجم رسالة إنسانية واجتماعية وتاريخية في آن .
Alkhaleej.ae

No comments:

Post a Comment