Monday, January 7, 2013

رومانسية الموسيقى المتمردة تلوّن «ع أرض الغجر»

بين الموسيقى الشرقية والغجرية تقلب غدي الرحباني أثناء تأليفه وتلحينه لمقطوعات وأغنيات مسرحية "ع أرض الغجر" التي تستضيف دبي عرضها 10 الجاري، والمستمع لأغنيات المسرحية ومقطوعاتها الموسيقية يشعر بعمق التأليف والرسالة التي يود الرحابنة إيصالها إلى المشاهد من خلال هذه المسرحية.
ورغم تحررها من الطابع السياسي، إلا أن الموسيقى الثورية الصارخة والمتمردة وجدت طريقها إلى العمل، لتحط إلى جانب ايقاعات رومانسية خالصة، ليلف تناغم ايقاعاتها جوانب العمل.
"الموسيقى نابعة من النص العام للمسرحية، وإنها تتلون بحسب الخطوط العامة للمسرحية"، هكذا قال غدي الرحباني في حواره مع "البيان"، مشدداً على أن تنوع موسيقى الغجر أدى إلى خلق مزيج رائع بين الموسيقى الشرقية والغجرية.

معادلة صعبة
"المسرحية تطرح قضية النزاع على الأرض، بالإضافة إلى سؤال فلسفي حول من هو الأهم الإنسان أم الأرض؟ اللذان يمثلان طرفي معادلة صعبة"، هكذا فضل غدي البدء بحديثه معنا، حول مدى تأثير اختلاف خطوط المسرحية الرومانسية والسياسية في صياغة موسيقاها، وقال: "طالما الحديث عن مسرحية غنائية، فالموسيقى يجب أن تكون نابعة من طبيعة النص، لأنها تعد مكملة له وتعمل على خدمته، ورغم أن إطار المسرحية العام ليس سياساً، إلا أن الخط السياسي وجد طريقه فيها من خلال مجموعة مشاهد، لعل أبرزها تواطئ الغجر مع بعض نواب المنطقة لتجنيسهم، وهو أمر لم يسبق حدوثه في أي من مناطق الغجر حول العالم، ومقابل ذلك، نجد في المسرحية خطا رومانسياً يتمثل في علاقة حب بين سلفادور وزينة الغجرية.
هذه الخطوط لعبت دوراً مهماً في صياغة القوالب الموسيقية، لأن طبيعة المشاهد الرومانسية تحتاج إلى موسيقى هادئة ومناسبة، وهو ما نجده في دويتو غسان صليبا وألين لحود، ومقابلها نجد موسيقى متمردة ذات نسق ثوري".

سهار سهار
المستمع لأغنية "سهار سهار" أو "المقدمة الأولى"، يشعر بمدى جمالية المزج بين الموسيقى الشرقية والغجرية، وعن ذلك قال: "هذا المزج جاء نتيجة لطبيعة تلون الموسيقى الغجرية، فمثلاً لدينا موسيقى "زيكان" المشهورة في المجر واليونان وايطاليا وروسيا، ولدينا أيضاً الموسيقى الخاصة بالغجر المقيمين في منطقتنا العربية، هذا التنوع فرض علينا تقديم هذا المزيج، الذي استخدمنا فيه الآلات الموسيقية الغجرية، ويتضح ذلك أكثر في مشهد الانتخابات، عندما تجتمع الوفود الغجرية في لبنان، حيث نشهد تنوعاً في الموسيقى الغجرية على اختلاف مشاربها".
على خلاف الأعمال المسرحية الأخرى، فقد جاءت أغاني هذه المسرحية بأصوات ممثليها الفعليين ولم يتم دبلجتها مع أصوات فنية أخرى، وحول ذلك قال غدي: "هذا الاصرار كان بهدف خلق التفاعل بين الممثل والنص المسرحي، وهو ما أثر في العمل وخلق انسجاماً بين الأدوار التي يؤديها كل ممثل، وهو ما كنت أبحث عنه".

حضور متواز
في موسيقى المسرحية عموماً كان للدبكة والاوركسترا حضور متواز، ما خلق تنوعاً في المجال الموسيقي التي تم تسجيله في كييف، فيما سجل المقطع الشرقي بلبنان، وبحسب غدي فقد تم اختيار كييف لأسباب عدة أهمها امتلاكهم للآلات الموسيقية الغجرية، فضلاً عن أنه يعد التعامل الثاني للرحابنة مع كييف بعد مسرحية "سقراط"".
خلال مشاهد المسرحية يستعرض الرحابنة نوعين من الدبكات، الأولى في أغنية "يا سهل البقاع" والثانية "يا معلم نحنا رجالك"، وقد قصد الرحباني من وراء ذلك تبيان أن الأحداث تدور في لبنان، ومدى تفاعل الغجر مع البيئة التي يعيشون فيها.

غسان وألين
قال غدي الرحباني : لعب غسان صليبا وألين لحود دوراً مهماً في مسرحية غدي الرحباني، وعملا على إيجاد تناغم كبير بينهما، بالشكل والفكر والصوت بطريقة تخدم النص، فضلاً عن أن غسان أصلاً هو ابن المسرح الرحباني ويمتلك أدواته من خلال مشاركاته المتعددة في أعمال الرحابنة، ويجيد التمثيل الغنائي، أما ألين فهي تمتلك صوتاً جميلاً وموهبة التمثيل والرقص، وهي ليست بعيدة عن المسرح، وتحب المسرح الغنائي، ولذلك أتقنت دورها التمثيلي الراقص والغنائي.

No comments:

Post a Comment